ارحموا من في الأرض !!
لم تقتصر يوما الرسالة الصحفية أو الاعلامية على مجرد نقل الأخبار ولكنها قد تتفاعل مع الماجريات لصناعة حدث يهم الرأي العام أو تساهم في تشكيل رأي عام ضاغط نحو اتمام قضية وطنية أو حتى انسانية بل إن أعظم صور هذا التفاعل تظهر بلا شك في القضايا الانسانية التي تصان فيها أرواح الفقراء والمرضى من أبناء وطني العظيم.
محمد على شاب من قرية طوخ التابعة لمركز أبوكبير بمحافظة الشرقية تبرز قصته واقعا إنسانيا يتفوق بكثير على الدراما الرمضانية التي تقدم هذه الأيام فقد ابتلاه الله بالفقر والمرض فصبر واحتسب بعد أن فقد كسبه القليل كعامل تراحيل في أعمال البناء اثر تعرضه لحادث جعله لا يستطيع الكسب ومستحقا لصرف معاش والده.يبلغ محمد من العمر 34 عاما متزوج ويعول أسرة مكونة من زوجة وأربع بنات لم تتجاوز أكبرهن سن 12 عاما أصيب في حادث أثناء عمله منذ سنوات وتدهورت حالته الصحية بسبب عدم قدرته على شراء العلاج حتى أصبح غير قادرا على الكسب ويحتاج الى معاش والده من القوات المسلحة لينفق على أسرته وعلى مصاريف علاجه.
العجيب في الأمر أن هذا الشاب العفيف النفس لم يطلب صدقة ليعول نفسه وأسرته ولم يطلب من الدولة معاش التكافل والكرامة ولكنه طلب الحصول على حقه في معاش والده وبالفعل طلبت ادارة التأمين والمعاشات التابعة للقوات المسلحة من المجلس الطبي العام بالزقازيق توقيع الكشف الطبي عليه لكشف حقيقة مرضه ومدى أحقيته للمعاش من عدمه.
الكارثة حدثت بعد عرض المذكور على المجلس الطبي العام بالزقازيق حيث رفض القومسيون الطبي بمستشفى الأحرار طلبه وتجاهل أطباؤه كل التقارير الطبية التي تؤكد عجزه وعدم قدرته على الكسب وحاجته الى معاش والده لينفق على علاجه باهظ الثمن وعلى زوجته وبناته وهو ما يستلزم عرضه على لجنة طبية محايدة ومتخصصة للكشف عن حقيقة حالته المرضية.
يحتفظ هذا الشاب البائس بحافظة مستندات توثق بالأشعة والتقارير ما يثبت صدق شكواه ومدعمة بشهادات الأطباء المختصين لتقديمها إلى من يهمه الأمر تبين بالفعل أنه لا يستطيع الكسب وأن حالته الصحية خطيرة وتحتاج الى رعاية مستمرة وأن له كل الحق في صرف معاش والده للإنفاق على نفسه وأسرته.
وعن طبيعة حالت المذكور المرضية ومراحل تدهورها والتي تجاهلها أطباء القومسيون بمستشفى الأحرار بينما أوضحتها التقارير والأشعات وشهادات الأطباء المتخصصين أوجزها في هذه النقاط:
- في 6 - 4 - 2021 م تم توقيع الكشف الطبي على المذكور بمستشفى الزقازيق العام وتبين وجود انزلاق غضروفي قطني ضاغط على جذور الأعصاب مع وجود التهاب متناثر بالأعصاب ( M*S ) وأكد التقرير احتياجه الى العلاج الدوائي مع العلاج الطبيعي بشكل مستمر
- في 23 - 1 - 2022 م تم توقيع الكشف الطبي على المذكور بمستشفيات جامعة الزقازيق بمعرفة ا د هالة علي مصطفى بعيادة الروماتيزم وبعد عمل أشعة رسم عصب وعضلات تبين بالتقرير النهائي أن المريض يعاني من ضعف في العصبون القطني رقم 52423 والعجزي رقم 21 وأن هذا الضعف مزمن في الطرفين السفليين وأدى الى ضمور في عضلات الطرفين السفليين
- في 17 - 5 - 2022 م تم توقيع الكشف الطبي على المذكور بمعرفة أ د هانى عارف أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب والطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس وتبين أن المريض يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري ( A L S ) وأنه في حاجة الى علاج ومتابعة بصفة مستمرة
- في 27 - 9 - 2022 م تم توقيع الكشف الطبي على المذكور بمستشفيات جامعة الزقازيق بمعرفة نائب قسم المخ والأعصاب الدكتورة زهراء عبد الواحد واعتماد الأطباء بالقسم الدكاترة حنان صلاح وتامر الصيرفي وكريم سليم وغادة عبد الوهاب وأمال صلاح المتيم وأفادوا بأن المريض يعاني من انزلاق غضروفي قطني بين الفقرات القطنية الثالثة والرابعة والرابعة والخامسة والخامسة والعجزية الأولى مما أدى إلى ضعف بالطرفين السفليين مع صعوبة في الحركة
- في 29 - 11 - 2022 م تم توقيع الكشف الطبي على المذكور الذي يعاني من عدم اتزان وصعوبة في الحركة بمعرفة أ د محمود الإبياري أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة الزقازيق تبين أنه من تصلب متناثر بالأعصاب مع ضمور بالخلايا الحركية وهو ما يعني الجمع بين ( M S ) و ( A L S ) وأنه بحالته هذه أصبح غير قادرا على الكسب
- في 19 - 12 - 2022 م تم اعادة الكشف الطبي على المذكور في قسم المخ والأعصاب بمستشفيات جامعة الزقازيق أيضا وتبين إصابة المريض بضمور بالعضلات أدى إلى صعوبة بالحركة وصعوبة في البلع.
- في 29 - 11 - 2022 م تم توقيع الكشف الطبي على المذكور بمستشفيات جامعة عين شمس بمعرفة الدكتورة نورهان عبد المحسن وكشف التقرير أن المريض يعاني من مرض العصبون الحركي الذي أدى الى ضعف بأطرافه الأربعة واحتياجه الى العلاج والمتابعة المستمرة
أخيرا أرى أن انصاف هذا الشاب يتمثل في قيام السيد رئيس الوزراء او السيد وزير الصحة او السيد محافظ الشرقية بإصدار قرار بعرضه على لجنة طبية محايدة ومتخصصة لإبداء الرأي في حقيقة مرضه ومدى أحقيته لصرف معاش والده.
